
 
															بجانب القوة العسكرية، يُشكَّل الاستيطان أهم الأدوات للسيطرة على الأراضي العربية، فحسب العقيدة الصهيونية، فإن احتلال الأرض والسيطرة الفعلية عليها، لا يكتمل بدون غرس المستوطنين اليهود فوق الأرض.
لم يكن الجولان قبل الاحتلال أرضاً فارغة، بل كان فضاءاً يفيض بالحياة البشرية من شماله حتى جنوبه، وقد بلغ عدد سكان الجزء المحتل من الجولان حوالي 147,000 نسمة، توزعوا على 346 قرية ومدينة القنيطرة -عاصمة الجولان-، قامت قوات الاحتلال بطرد ما يقارب 138,000 ألف مواطن بالقوة إلى الداخل السوري، ودمرت مناطقهم السكنية (341 قرية ومدينة القنيطرة)، ولم يتبقى سوى خمسة قرى، بلغ عدد سكانها آنذاك ما يقارب 6,000 نسمة.
بعد تفريغ الجولان من سكانه الأصليين، وتدمير هويته السكانية والعمرانية، شرعت دولة الاحتلال مباشرة بإقامة المستوطنات واستقدام المستوطنين اليهود وتوطينهم فيه. حتى اليوم أقامت إسرائيل 35 مستوطنة، تنتشر على طول الجولان من شماله إلى جنوبه، ويقطنها ما يقارب 29,000 مستوطن. وفي أكتوبر عام 2021 أعلنت حكومة الاحتلال في الاجتماع الذي عقدته في مستوطنة خسفين عن مخططها حتى عام 2026 لمضاعفة عدد المستوطنين في الجولان، وذلك من خلال بناء 7,000 وحدة سكنية جديدة في المستوطنات، منها 3,000 وحدة سكنية في مستوطنة كتسرين و 4,000 وحدة في باقي المستوطنات، إضافة لذلك اقرَّت الحكومة مشروع إقامة مستوطنتين جديدتين في جنوب الجولان.
اقترن بناء المستوطنات بالسيطرة على مصادر الثروات الطبيعية في الجولان، وأهمها المياه، حيث أقامت سلطات الاحتلال على مدار السنين 16 مجمعاً مائياً، بسعة 45 مليون م3، لتغطية حاجيات القطاع الزراعي للمستوطنات، والتي جميعها، باستثناء مستوطنة كتسرين، تعتمد في اقتصادها بدرجة أولى على الزراعة، وتربية الابقار، وفي المرتبة الثانية على قطاع السياحة. أما مستوطنة كتسرين، فتُشكل المركز الإداري للمستوطنات، ومركز للشركات العاملة في الجولان من مختلف المجالات.
 
				
