الاعتراض على مخطط رقم 256-0773945 “مخطط مجدل شمس الشامل”(مترجم من العبرية)

الوضع الراهن في قرى الجولان

تُشكل الأرض عنصرا أساسيا في عملية التنمية والبناء، وحتى في مسألة الوجود والبقاء. بالإضافة إلى كونها موردًا اقتصاديًا مهمًا، فإن لها تأثيرًا واضحًا على العديد من جوانب الحياة.

قبل الاحتلال عام 1967، كان سكان القرى الخمس (مجدل شمس، مسعدة، بقعاثا، عين قنيه، والعجر) يمتلكون أكثر من 100 ألف دونم، وعلى مدار السنوات صادرت سلطات الاحتلال 56٪ من هذه الأراضي، لأغراض عسكرية واستيطانية وبقي في أيدي سكان القرى السورية فقط 47 ألف دونم.

كانت الأراضي مصدر رزق أساسي لسكان قرى الجولان، حيث شكلت الزراعة وتربية المواشي العمود الفقري لاقتصاد القرى في الجولان. اختفت تربية المواشي من الساحة الاقتصادية لسكان القرى، بسبب مصادرة أراضي المراعي، وتدهورت الزراعة على مر السنين بسبب السياسة التمييزية في توزيع الموارد المائية، وعجز المزارعين عن منافسة الإنتاج الزراعي للمستوطنات اليهودية، الذي يتم تنظيمه وتطويره ودعمه بسخاء من قبل الحكومة، مما تسبب في خسارة القرى لموارد اقتصادية مهمة. بالإضافة إلى ذلك، تعاني قرى الجولان من اكتظاظ سكاني حاد، وقد ساهمت سياسة الأراضي بشكل كبير في الحد من التنمية الحضرية، وتحويلها إلى مراكز سكانية متخلفة.

تعكس المخططات الهيكلية المعتمدة بشكل كبير هدف تركيز سكان القرى في منطقة محدودة من خلال فرض البناء العمودي (متعدد الطوابق) والحد من البناء الأفقي، على الرغم من أن البناء العمودي يتعارض مع الثقافة السكنية للقرويين، والذي يعتمد جزء هام من اقتصادهم على الزراعة، حيث لديهم متطلبات اجتماعية وسكنية مختلفة عن سكان المناطق الحضرية.

 في الماضي كان التوسع العمراني في قرى الجولان يحدث من الداخل إلى الخارج، بحيث أتاح هذا التوسع نحو الدوائر الخارجية الحفاظ على المساحات الخضراء والساحات بين المنازل، ولكن بسبب قلة المساحات العمرانية، تشهد قرى الجولان عملية توسع عمراني عكسي - من الخارج إلى الداخل -، مما تسبب في ضياع المساحات المفتوحة وزيادة كثافة البناء العمودي. كما أدت هذه العملية إلى استمرار أزمة السكن، وتحويلها إلى أزمة متفاقمة، بسبب التخطيط والبرامج التي تتجاهل ثقافة واحتياجات الجالية العربية في القرى.

النقص في الأراضي المخصصة للبناء وفي المخططات التي تلبي احتياجات السكان، كل ذلك يجعل من الصعب الحصول على تصاريح البناء، الأمر الذي أدى إلى تفاقم ظاهرة البناء غير القانوني. وتأتي هذه الظاهرة نتيجة غياب التخطيط الفعال، وحاجة المواطنين في بحثهم عن الأمن والاستقرار، المتمثل في الحق في السكن.

للمزيد:

مقالات ذات صلة


قدّم "المرصد" - المركز العربيّ لحقوق الإنسان في الجولان، بالاشتراك مع مؤسّسة "الحقّ" و"العيادة الدوليّة لحقوق الإنسان التّابعة لكليّة الحقوق بجامعة كورنيل"، تقريراً موازياً مشتركاً إلى لجنة الأمم المتّحدة المعنّية بالحقوق الاقتصاديّة والاجتماعيّة والثقافيّة ("اللجنة")، لتَنْظُر فيه قُبَيل استعراضها للتقرير الدوريّ الرابع لإسرائيل، في نهاية أيلول / سبتمبر. يسلّط هذا التقرير الضوء على استغلال إسرائيل، بشكلٍ غير قانونيّ، لموارد الطاقة، وتحديداً النّفط والغاز والطّاقة المتجدّدة، من خلال استراتيجيّات عامّة تطبّقها في جميع المناطق التي تحتلّها.
عقد المرصد وجمعية حقوق المواطن ومنظمة بمكوم – مخططون من أجل حقوق التخطيط يوم أمس، 06.05.2019، لقاءً جماهيرياً في قاعة "الياسمين"، في مجدل شمس، لاستعراض ومناقشة الأدوات القانونية المتاحة أمام سكان االجولان السوريين للتصدي لمشروع مزارع الرياح "المراوح" المزمع إقامته من قبل شركة "إنرجكس" الإسرائيلية على الأراضي الزراعية التي يملكونها.
يعبّر المرصد - المركز العربيّ لحقوق الإنسان في الجولان (المرصد) عن قلقه إزاء التقارير التي تفيد بوجود مشروع جديد لدى سلطة الاحتلال الاسرائيلي، لنقل المستوطنين إلى الجولان السوري المحتل على نحو غير شرعي ومخالف للقانون الدولي. هذا المشروع، الذي تمّ الإعلان عنه بعد أسبوع واحد من اعتراف الولايات المتّحدة بـ"السيادة" الاسرائيليّة المزعومة علي الجولان المحتلّ، إنّما يمثّل انتهاكاً صارخاً للقانون الدوليّ، ويأتي في سياق سياسة سلطة الاحتلال الاسرائيليّ القائمة على التميّيز الممنهج ضدّ السكان السوريّين الأصليّين وتهميشهم
يدين المرصد - المركز العربيّ لحقوق الإنسان في الجولان المحتلّ "تغريدة" الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تدعو "لاعتراف الولايات المتّحدة الكامل  بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان". تدلّل تغريدة الرئيس ترامب هذه على تحوّل جذريّ في السياسة الأمريكيّة والتي تتعارض مع الحقائق والمنطق والقانون الدوليّ، وتهدّد الاستقرار في الشرق الأوسط
في 30 تشرين أول/أُكتوبر 2018، ولأول مرة منذ احتلال إسرائيل الجولان السوري عام 1967، أعلنت السلطات الإسرائيلية أنه أصبح مسموحاً لسكان قرى مجدل شمس، بقعاثا، مسعدة وعين قنيا، التصويت لانتخاب رؤساء وأعضاء مجالسهم المحلية، ضمن الانتخابات المحلية الإسرائيلية. وكان استيلاء إسرائيل على الجولان في أعقاب حرب عام 1967، أدى إلى حرمان الأغلبية الساحقة من السكان السوريين المتبقين في الجولان من كافة حقوقهم السياسية. وبعد مرور 51 عاماً، كان لفرصة ممارسة حق التصويت تأثير كبير على السكان البالغ عددهم 24,175 نسمة في القرى الأربع. لكن، وبسبب عدم قانونية الانتخابات وطابعها اللاديموقراطي فإنها تصبح، بهذا المعنى، جزءاً من عملية “أسرلة” الجولان، بدلاً من أن تكون وسيلة لتعزيز الحقوق السياسية للسكان الأصلانيين.