التهجير القسري


التهجير القسري

تمَّ تحديث المادة بتاريخ 24.02.2022

في إطار الحرب التي شنَّتها إسرائيل في حزيران من عام 1967 على الدول العربية المجاورة، احتلت إسرائيل 1260 كم2 من الجولان السوري. خلال الحرب التي استمرت ستة أيام، وبعد توقف العمليات القتالية، نفذ جيش الاحتلال الاسرائيلي على مدار أشهر عملية تطهير عرقي واسعة النطاق، حيث هَجَّرت سلطات الاحتلال قسريًا حوالي 138 ألف مواطن سوري من قراهم إلى داخل سوريا، وسرقت كل ممتلكاتهم. استقر المهجرون بداية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين وبلدات محيط دمشق. وفي فترة لاحقة انتقل بعضهم إلى المناطق السورية الأخرى.


تشير التقديرات إلى أنه حتى العام 2021، وصل عدد سكان الجولانين المهجرين قسراً إلى حوالي نصف مليون شخص، ما زالوا بسبب الاحتلال محرومين من حقهم في العودة إلى الجولان المحتل.

التطهير العرقي الذي مارسته سلطات الاحتلال الإسرائيلية أدى إلى تغيير مادي كبير في المشهد الطبيعي للجولان المحتل، حيث قامت بتدمير شامل للمشهد الديمغرافي والعمراني، من خلال إفراغ التجمعات السكانية (القرى والمزارع) من سكانها، وطردهم بالقوة إلى العمق السوري، (باستثناء خمس قرى في شمال الجولان)، ومن ثم تدمير هذه المراكز السكنية وتسويتها بالأرض لتقطع الطريق أمام عودة السكان إلى بيوتهم.


خلال فترة قصيرة فقد الجزء المحتل من الجولان أكثر من 95% من سكانه، وشهد -قياساً بالمساحة- أكبر عملية تطهير عرقي منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. بعد الانتهاء من عملية التطهير العرقي، شرعت سلطات الاحتلال بخلق مشهد ديموغرافي وعمراني جديد في الجولان، من خلال بناء المستوطنات ذات الطابع العمراني الأوروبي، وتوطين المستوطنين اليهود فيها.

حدث هذا بقرار سياسي من السلطة العليا، شارك فيه جيش الاحتلال و"دائرة أراضي إسرائيل" و"الصندوق القومي اليهودي-كاكال-" ومنظمات صهيونية أخرى من الداخل والخارج. 

شكلت القرى المهجرة شهادة مادية حية على الجريمة التي اقترفتها سلطات الاحتلال بحق السكان، ورأُوا فيها تهديداً لروايتهم، لذلك كان عليهم تحييدها من خلال تدميرها وازالتها من المشهد العمراني.

اليوم يعيش 29,000 مستوطن يهودي في الجولان، يقيمون في 35 مستوطنة غير شرعية، ويسيطرون مع السلطات الإسرائيلية، على أكثر من 96 ٪ من الأرض. أما ما تبقى من السكان السوريين، والبالغ عددهم 28,000، فيعيشون في خمس قرى في شمال الجولان، هي مجدل شمس، بقعاثا، مسعدة، عين قنية والغجر.

للمزيد من المعلومات أنظر ملف خريطة القرى السورية المهدمة في الموقع

التجمعات السكنية التي هدمتها إسرائيل بعد احتلال الجولان عام ١٩٦٧.

مقالات ذات صلة


أبريل 5, 2019

يعبّر المرصد - المركز العربيّ لحقوق الإنسان في الجولان (المرصد) عن قلقه إزاء التقارير التي تفيد بوجود مشروع جديد لدى سلطة الاحتلال الاسرائيلي، لنقل المستوطنين إلى الجولان السوري المحتل على نحو غير شرعي ومخالف للقانون الدولي. هذا المشروع، الذي تمّ الإعلان عنه بعد أسبوع واحد من اعتراف الولايات المتّحدة بـ"السيادة" الاسرائيليّة المزعومة علي الجولان المحتلّ، إنّما يمثّل انتهاكاً صارخاً للقانون الدوليّ، ويأتي في سياق سياسة سلطة الاحتلال الاسرائيليّ القائمة على التميّيز الممنهج ضدّ السكان السوريّين الأصليّين وتهميشهم