المرصد يقدم شهادة أمام اللجنة الخاصة التابعة للأمم المتحدة المعنية بالتحقيق في الممارسات الإسرائيلية التي تمس حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني وغيره من السكان العرب في الأراضي المحتلة

4 تموز/يوليو 2022

     قدم المرصدالمركز العربي لحقوق الانسان في الجولان المحتل اليوم، 4 تموز/يوليو ،2022 شهادته أمام اللجنة الخاصة التابعة للأمم المتحدة، المعنية بالتحقيق في الممارسات الإسرائيلية التي تمس حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني وغيره من السكان العرب في الأراضي المحتلة. عرض المرصد توصيفاً لواقع حقوق سكان الجولان السوريين على ضوء انتهاكات سلطة الاحتلال الاسرائيلي لحقوقهم المنصوص عليها في الاتفاقيات والمواثيق الدولية لحقوق الانسان.

     تركّزت الشهادة بالممارسات الإسرائيلية التي تنطوي على انتهاكات ممنهجة ومجحفة بحقّ سكان الجولان السوريين، وتحديداً سياسات التضييق والتهميش المتمثلة بفرض قيود شديدة على استخدام الأرض؛ آخر التطورات بشأن إقامة مشروع توربينات الرياح على الأراضي الزراعية التابعة للسكان السوريين؛ توسيع الاستيطان اليهودي في الجولان؛ والاعتبارات الإنسانية الملحة التي تستدعي إعادة فتح معبر القنيطرة لتمكين الأسر السورية المشتتة منذ عام 1967 من التواصل، والسماح للراغبين من أبناء الجولان المحتل بالعبور للدراسة في الجامعات السورية.

     توقف المرصد، في شهادته، عند التوسع الاستيطاني المتسارع في الجولان منذ بدء الأزمة السورية عام 2011، واعتراف إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في عام 2019 بسيادة دولة الاحتلال على الجولان المحتل، وإبقاء إدارة الرئيس الحالي جو بايدن على هذا الاعتراف، على الرغم من انتهاكه الواضح لأسس ومبادئ القانون الدولي. لقد استغلت سلطات الاحتلال هذا الاعتراف لتكثيف الاستيطان وتعزيزه، بما في ذلك إقامة مستوطنة جديدة تحمل اسم ترامب نفسه وذلك تقديراً من حكومة الاحتلال لهذا الاعتراف. وقد تضمنت الشهادة شرحاً عن التقييدات التي تفرضها سلطات الاحتلال على استخدامات السكان السوريين لأراضيهم، عبر سياسات التخطيط والبناء التي تتسم بالتمييز المجحف وتنتهك الحق في السكن. 

 

     تم التطرّق كذلك إلى العواقب المنظورة لمشروع توربينات الرياح، المخطط تنفيذه من قبل شركة إنرجيكس الإسرائيلية على الأراضي الزراعية التابعة للسكان السوريين، وتقديرات الخبراء بشأن آثاره الخطيرة على الصحة العامة، والأضرار المحتملة على زراعة التفاح والكرز التقليدية، إضافة لأنه سيشكل عائقاً أمام التوسع العمراني الطبيعي لثلاث قرى سورية هي مسعدة وبقعاثا ومجدل شمس.

     آثار المرصد، في سياق شهادته، الوضعية القانونية لسكان الجولان المحتل بوصفهم "مقيمين دائمين في إسرائيل" مع وثائق سفر تُعْطى لمن ليس لهم دولةكما هي حال فلسطينيي القدس الشرقيّة - وجنسيّة "غير معرّفة – “Undefined” في بطاقات الهويّة، وطالب اللجنة بالتدخل الفاعل لدى الدول الأعضاء، لتسهيل منح سكان الجولان السوريين، ممن لا يحملون الجنسية الإسرائيلية، تأشيرات للسفر إلى هذه الدول.

     وأخيراً، تم استعراض الخريطة المحدّثة للتجمعات السكنية السورية (340 قرية ومزرعة)، التي هدمتها سلطة الاحتلال الإسرائيلي في أعقاب احتلال الجولان عام 1967، بعد أن طردت 131 ألفا من سكانها، وشيدت على أنقاضها 35 مستوطنة غير شرعية. يأتي هذا المجهود في تدقيق وتحديث هذه الخارطة للتذكير بمأساة تهجير سوريي الجولان، الذين يمنع الاحتلال عودتهم، وقد تجاوز عددهم اليوم نصف مليون، وهم موزعون بين مناطق في سوريا، تبعد كيلومترات قليلة عن الجولان، وبين مناطق الشتات في العالم.

مقالات ذات صلة


Share - البيئة في خدمة سياسة السيطرة على الأرض - د. نزيه بريك 29/11/2021 مقدمة: انتهت حرب حزيران عام 1967، بسيطرة إسرائيل على مساحة 1260كم مربعاً من الجولان، تم إعادة ما يقارب 60 كم مربعاً إلى السيادة السورية عام   1974 [1] . تسيطر إسرائيل اليوم على 96% من المساحة التي ما زالت تحتلها (1200كم مربع)، […]
18 تشرين أول/أكتوبر 2021 صبيحة يوم السبت، 16.10.2021، تمَّ اغتيال الشاب مدحت الصالح، 54 عاماً، بـ 11 رصاصة من قنّاصة جيش الاحتلال الإسرائيليّ، وهو يعمل بجانب بيته، الذي بناه قبالة مجدل شمس المحتلّة، على بعد مئات الأمتار من خط وقف إطلاق النار، وفق المصادر السوريّة. مدحت الصالح الذي أمضى 12 عاماً في سجون الاحتلال الاسرائيليّة، […]
د. نزيه بريك01/06/2021في إطار برنامجها الاستيطاني، شرعت سلطات الاحتلال ومنذ عام 1968 بإقامة مجمعات مائية في الجولان المحتل، والتي تُشكَّل مع الأرض أهم بنية تحتية لغرس المستوطنين في الجولان، حيث تشكَّل الزراعة التي تعتمد على المياه القاعدة الاقتصادية الرئيسية في حياة المستوطنين. أول مجمع شرعت أجهزة الاحتلال ببنائه في ذاك العام، كان مُجمع "ماروم غولان"، […]
خلال الأسبوعين الماضيين، تمّ استدعاء بعض النشطاء من شابّات وشباب الجولان من قبل الجهات الأمنيّة الإسرائيليّة؛ وفي اثنتين من الحالات التي نعرف عنها، ترافق الاستدعاء بممارسات استعراضيّة تهدف إلى إشاعة الخوف والرهبة في نفوس السكّان المحليّين.
لليوم الثالث على التوالي، ومنذ اقتحامها الأراضي الزراعيّة التابعة لسوريّي الجولان، صبيحة الاثنين: 07.012.2020، تقوم قوّات شرطة الاحتلال الاسرائيليّ، مدعومة بمئات العناصر من وحدات القوّات الخاصّة، بإغلاق الطرقات الزراعيّة الرئيسيّة، وتمنع نحو ألفِ مزارع من الوصول لأراضيهم، بحجّة حماية مندوبي شركة إنرجكس أثناء قيامهم بفحص بنية التربة – فقط في بضعة قطع زراعيّة، كما تدّعي؛ بغية التقدّم باستصدار تصاريح البناء لمشروع توربينات الرياح المزمع إنشائه في الاراضي الزراعيّة التابعة لمواطني الجولان السوريّين.