لجنة الأمم المتّحدة؛ المعنيّة بالحقوق الاقتصاديّة، الاجتماعيّة والثقافيّة تدعو لوقف انتهاكات حقوق الإنسان في الجولان المحتلّ

للمرّة الأولى، تعتمد لجنة الأمم المتّحدة المعنيّة بالحقوق الاقتصاديّة، الاجتماعيّة والثقافيّة "الّلجنة" - في معرض استعراضها لتقرير إسرائيل (السلطة القائمة بالاحتلال) الدوريّ الرابع؛ حول الحقوق الاقتصاديّة، الاجتماعيّة والثقافيّة - توصيات بخصوص انتهاكات حقوق السكّان السوريّين في الجولان السوريّ المحتلّ. المرصد يثمّن إدراج الّلجنة لبعض القضايا المتعلّقة بحقوق الانسان في الجولان المحتلّ ضمن الملاحظات الختاميّة الخاصّة بإسرائيل. وكان المرصد، بالتعاون مع العيادة القانونيّة التابعة لكلّية الحقوق في جامعة "كورنيل" الأمريكيّة ومؤسّسة "الحقّ" الفلسطينية، قد رفعوا إلى الّلجنة، في 9 أيلول/سبتمبر 2019، تقريراً موازياً لتقرير إسرائيل، استعرضوا فيه بعض سياسات وممارسات سلطة الاحتلال التي تنتهك حقوق الإنسان في الجولان.

لم يسبق أن تناولت اللجنة، من قبل، انتهاكات سلطة الاحتلال الإسرائيليّ لحقوق السكّان السوريّين في الجولان المحتلّ، إلّا أنّها أشارت، خلال مراجعتها لتقرير إسرائيل الحاليّ، إلى ثلاث قضايا مختلفة. إذْ أعربت، بالدرجة الأولى، عن قلقها لإصدار سلطة الاحتلال تراخيص لمشاريع التنقيب عن النفط والغاز في الجولان المحتلّ، واستغلال مصادر الطاقة المتجدّدة دون استشارة السكّان السوريّين، وأبرزت سعي السلطات الإسرائيليّة المتواصل لإنشاء صناعات لموارد الطاقة في الأراضي التي تحتلُّها بشكل غير مشروع، ومنع السكّان الأصليّين من استخدام هذه المناطق لتطوير مشاريعهم الخاصّة فيما يتعلّق بتطوير ذات الموارد.

كما لفتت اللجنة إلى حقيقة امتناع السلطات الإسرائيليّة عن تقديم أيّة معلومات بشأن التدابير التي اتّخذتها لضمان عدم انتهاك الشركات العاملة في الأراضي المحتلّة، وبضمنها الجولان السوريّ المحتلّ، لحقوق السكّان الأصليّين. وتأسيساً على هذه الملاحظات، دعت اللجنةُ سلطةَ الاحتلال إلى الكفّ الفوريّ عن إصدار أيّة تراخيص تجيز استغلال الموارد الطبيعيّة في الأراضي المحتلّة، وإلى تنظيم عمل الشركات العاملة في الأراضي المحتلّة بما يضمن امتثالها لمعايير حقوق الانسان.

وفي سياق توصياتها، ندّدت اللجنة بتوسيع المستوطنات غير الشرعيّة في الجولان المحتلّ، وسائر الأراضي الأخرى التي تحتلّها، ودعت إلى الوقف الفوريّ لسياسة التوسُّع الاستيطانيّ. وأشارت الّلجنة، أخيراً، إلى فشل سلطة الاحتلال في ضمان احترام الحقوق الأساسيّة للعمّال في الجولان المحتلّ، مشيرة إلى عدم وجود نقابات عماليّة في المنطقة. ودعت الّلجنة السلطات الاسرائيليّة إلى إيجاد آليّات فعّالة لتقديم الشكاوى إزاء انتهاكات حقوق العمّال في الجولان المحتلّ، ورفع الوعي لدى العمّال بحقوقهم.

يُذْكَرُ أنّ المرصد يعمل بشكل متواصل على القضايا التي تناولتها الّلجنة في سياق مراجعاتها للتقارير الإسرائيليّة المتعلّقة بحقوق الإنسان، ويحثّها على التصدّي للانتهاكات الإسرائيليّة لحقوق سكّان الجولان السوريّين. كما ويأمل أن تتمّ متابعة تنفيذ سلطة الاحتلال للتوصيات التي قُدٍّمَتْ لها، في سياق معالجة كافّة انتهاكات حقوق الإنسان في الجولان المحتلّ.

مقالات ذات صلة


في 30 تشرين أول/أُكتوبر 2018، ولأول مرة منذ احتلال إسرائيل الجولان السوري عام 1967، أعلنت السلطات الإسرائيلية أنه أصبح مسموحاً لسكان قرى مجدل شمس، بقعاثا، مسعدة وعين قنيا، التصويت لانتخاب رؤساء وأعضاء مجالسهم المحلية، ضمن الانتخابات المحلية الإسرائيلية. وكان استيلاء إسرائيل على الجولان في أعقاب حرب عام 1967، أدى إلى حرمان الأغلبية الساحقة من السكان السوريين المتبقين في الجولان من كافة حقوقهم السياسية. وبعد مرور 51 عاماً، كان لفرصة ممارسة حق التصويت تأثير كبير على السكان البالغ عددهم 24,175 نسمة في القرى الأربع. لكن، وبسبب عدم قانونية الانتخابات وطابعها اللاديموقراطي فإنها تصبح، بهذا المعنى، جزءاً من عملية “أسرلة” الجولان، بدلاً من أن تكون وسيلة لتعزيز الحقوق السياسية للسكان الأصلانيين.
يسعى التقرير التالي الى تسليط الضوء على التبعات المترتبة على مشروع طاقة الرياح الخاص بشركة <انرجيكس> (Energix)، والاَثار التي سوف يخلفها على المجتمع المحلّي لسوريَي الجولان، ويبرز كيف أن استغلال طاقة الرياح في الجولان، ومــن خــال هــذا المشــروع الجديــد ً تحديدًا ، ينتهك حقوق الإنسان الأساسية والقانون الدولي، والمبادئ الأساسيَة للمسـؤوليَة الاجتماعيــة للشـركات.
تعتزم سلطة الاحتلال الاسرائيلي تنظيم انتخابات للسلطات المحلية في القرى السورية في الجولان المحتل، في أكتوبر ٢٠١٨. تشكل الانتخابات، في كل مكان وفي سياق طبيعي، مناسبة للاحتفاء.. إلا أن الوضع في الجولان مختلف بسبب احتلاله المتواصل منذ أكثر من خمسين عاماً.
تقدّم المرصد – المركز العربي لحقوق الإنسان في الجولان – إلى “سلطة السكّان والهجرة”، بطلب للحصول على المعطيات المتوفّرة حول عدد الطلبات التي تقدّم بها سكان القرى العربيّة في الجولان للحصول على الجنسيّة الإسرائيليّة.
تشير التقديرات إلى إصابة ما لا يقل عن 69 مدنياً من سكان مرتفعات الجولان بسبب الألغام الأرضية. ومن بين هؤلاء مات 18 نصفهم من الأطفال. كما كان المدنيون الإسرائيليون والجنود الإسرائيليون والسياح ضحايا للألغام الأرضية، ولكن يصعب الحصول على أرقام دقيقة عن الضحايا