شركاء ومنظّمو المهرجان:
مؤسسات جولانيّة:
- المرصد – المركز العربي لحقوق الإنسان في الجولان
- جمعية الجولان لتنمية القرى العربية.
مراكز ثقافية وحراكات:
- مركز فاتح المدرّس للفنون والثقافة في الجولان السوري المحتل.
- الحراك الشبابي في الجولان السوري المحتل.
بدعم من:
EED - European Endowment for Democracy
الوقفيّة الأوروبية للديمقراطية، عبر برنامج المرصد للحقوق الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية، ومشروع "طرق جديدة في الرؤية".
يعيش الجولان السوريّ المحتلّ خلال العقد الأخير طوراً جديداً؛ سمته القلق، ضبابية المشهد، اختلال التوازن وفقدان الطمأنينة. ولّدت الظروف المحيطة وارتداداتها على الجولانيين حالة من الإحباط وانحسار الفاعلية على عدة مستويات، لعل أبرزها الانكماش الملحوظ الذي طال الفضاءات الثقافية الأهلية في الجولان؛ تحديداً مع بداية الأحداث في سوريا، وجزئيّاً، كنتيجة مباشرة لها. نعتقد أن مجمل التفاعلات التي أنتجتها القضايا الصراعية الأخيرة، تشير الى عمليّة "تفكك للمجال العام" الذي كنّا نعرفه، وقيامة "مجال عامّ جديد" هو قيد التشكّل.
وفّر العقد الأخير ظروفا مواتية للمنظومة الاستعمارية كي تدفع بسياسات الدمج والتطويع، في الجولان السوري المحتل، إلى أقصاها. فمن خلال تعزيز نفوذ السلطات المحلية، وتقديم الموارد الوفيرة لها، سعت للاستيلاء على مفاصل أساسية في المجال العام، لانتزاع التمثيل والقرار السياسيين من المجتمع الأهلي والاستحواذ على حقله الثقافي. إذ لا يمكن السيطرة على المجال العام بدون امتلاك الحقل الثقافي والتحكم بمضامينه. لقد أتاح الفراغ وانكفاء الفاعلين في مجال الثقافة والفنون، تمدّداً أوسع لـ"ثقافة" السلطة، عبر تأمينها فضاءات وتأسيس حركات شبيبية ومشاريع احتواء، بمضامين قشرتها "ثقافة" ولبّها تشويه للوعي ومسخ للهويّة.
ليس المشهد قاتماً كما قد يوحي هذا التقديم، وهو غير كافٍ بالتأكيد للاحاطة بهذه الفترة وفهم التحولات التي حدثت فيها، لكنه ضروري لنقول بأنَّ إعادة تفعيل الهامش الثقافي الأهلي أصبح ضرورة، بعد عشر سنوات من الضمور، وصار حاجة جوهرية؛ اجتماعية وسياسية، وليس رفاهية ثقافية محضة.
على الرغم من الفراغ، وربما بسببه، تتشكّل فرصة سانحة لمجتمعنا، لأن ينشِّط حقل الثقافة الأهلية المستقلة، من جديد، بصورة تمثّله وتشبهه؛ متحرراً من أجندات السلطات وإكراهاتها كافةً، ومدافعا عن قيمه وهويته الثقافية. "أيام الجولان الثقافية"، نشاط من المجتمع وله، يصبو للاحتفاء بثقافته وفنونه، فهما مبتدأ الوعي وميدان تكوينه؛ أما أدواته فالأغنية واللوحة والقصيدة والفيلم والندوة والحواريات الفكرية. الحياة الثقافية الناشطة تبعث الروح في الحيز العام، وتوسع نطاق الحريات العامة، وتُكسب السيرورات الاجتماعية معانيها الإيجابية، وترسخ الانتماء لهذه الأرض.
نأمل أن تساهم هذه الخطوة في تعزيز الحسّ الجمعيّ في جولاننا؛ أن تؤسس لبناء الأمل والتزود بقوّة الجماعة. نؤمن أن الحيز العام ليس حكرا على نخبة أو سلطة ما، وأن مجتمعنا يستحق أن نقدّم له محتوىً ثقافيا وفنيا نوعيّاً، متاحاً لكل فئاته، ويحترم عقله، بعيداً عن أشكال الاستهلاك السائدة.