Share

اختفاء القرية الزراعية السورية من الجولان

اختفاء القرية الزراعية السورية من الجولان المحتل

المرصد-المركز العربي لحقوق الانسان في الجولان المحتل-

أيلول 2024

اعداد: د. نزيه بريك مهندس معماري ومهندس التخطيط الحضري

 مقدمة:

لعبت الزراعة دوراً ريادياً في نشأة الحضارات الإنسانية عبر العصور الغابرة قبل الميلاد، حيث نقلت الإنسان من حياة التنقل والترحال، بحثاً عن الطعام، إلى استقرار دائم في مناطق مختلفة من العالم، وهكذا فقد أرست الزراعة مداميك الحضارات الإنسانية، وشكّلت الحجر الأساس في تقدم البشرية وتطورها، وما زالت تحظى بأهمية خاصة في حياة الإنسان، كونها مصدراً رئيسياً لإمداده بالغذاء، وتوفير المقومات الأساسية لحياته.

تعتمد جميع الدول بشكل أساسي على الزراعة في غذائها؛ سواءً كانت دولة نامية أو مُتقدّمة، فالقطاع الزراعي المُستقِّر، يضمن الأمن الغذائي للدول. إن تحقيق الأمن الغذائي، الذي هو جزء مهم من الأمن الإنساني، يشكل المطلب الأساسي لأيّ دولة، وذلك لمُساهمته في منع سوء التغذية، والحدّ من المجاعات، وتخفيف حدة الفقر، وتحقيق التنمية الريفية المستدامة، خاصة في الدول النامية، حيث القطاع الزراعي يُمثّل عماد اقتصاد هذه الدول، ومصدر الدخل الوحيد لأغلبية سكان الأرياف، إضافة لذلك تُعدّ الزراعة عاملاً مهمّاً لتطوّر أيّ بلد؛ فإلى جانب توفير المواد الغذائية، تُعتبر الزراعة مصدراً أساسياً للمواد الخام التي تدخل في عدّة صناعات.

اختفاء القرية الزراعية السورية من الجولان

مقالات ذات صلة


18 تشرين أول/أكتوبر 2021 صبيحة يوم السبت، 16.10.2021، تمَّ اغتيال الشاب مدحت الصالح، 54 عاماً، بـ 11 رصاصة من قنّاصة جيش الاحتلال الإسرائيليّ، وهو يعمل بجانب بيته، الذي بناه قبالة مجدل شمس المحتلّة، على بعد مئات الأمتار من خط وقف إطلاق النار، وفق المصادر السوريّة. مدحت الصالح الذي أمضى 12 عاماً في سجون الاحتلال الاسرائيليّة، […]
د. نزيه بريك01/06/2021في إطار برنامجها الاستيطاني، شرعت سلطات الاحتلال ومنذ عام 1968 بإقامة مجمعات مائية في الجولان المحتل، والتي تُشكَّل مع الأرض أهم بنية تحتية لغرس المستوطنين في الجولان، حيث تشكَّل الزراعة التي تعتمد على المياه القاعدة الاقتصادية الرئيسية في حياة المستوطنين. أول مجمع شرعت أجهزة الاحتلال ببنائه في ذاك العام، كان مُجمع "ماروم غولان"، […]
خلال الأسبوعين الماضيين، تمّ استدعاء بعض النشطاء من شابّات وشباب الجولان من قبل الجهات الأمنيّة الإسرائيليّة؛ وفي اثنتين من الحالات التي نعرف عنها، ترافق الاستدعاء بممارسات استعراضيّة تهدف إلى إشاعة الخوف والرهبة في نفوس السكّان المحليّين.
لليوم الثالث على التوالي، ومنذ اقتحامها الأراضي الزراعيّة التابعة لسوريّي الجولان، صبيحة الاثنين: 07.012.2020، تقوم قوّات شرطة الاحتلال الاسرائيليّ، مدعومة بمئات العناصر من وحدات القوّات الخاصّة، بإغلاق الطرقات الزراعيّة الرئيسيّة، وتمنع نحو ألفِ مزارع من الوصول لأراضيهم، بحجّة حماية مندوبي شركة إنرجكس أثناء قيامهم بفحص بنية التربة – فقط في بضعة قطع زراعيّة، كما تدّعي؛ بغية التقدّم باستصدار تصاريح البناء لمشروع توربينات الرياح المزمع إنشائه في الاراضي الزراعيّة التابعة لمواطني الجولان السوريّين.
منذ ساعات الصباح الباكر، دخل مبعوثو شركة "إنرجكس" إلى الأراضي الزراعية التابعة لسكّان الجولان، بمرافقة وحماية أعداد كبيرة من قوّات شرطة الاحتلال ووحدات القوّات الخاصّة التي سارعت إلى إغلاق الطرقات المؤدّية إلى أراضي ما يقرب من ألف مزارع سوريّ، حتى تُتيح للشركة مباشرة أعمالها في التجهيز للبدء بتنفيذ مشروع توربينات الرياح، والذي يلقى معارضة غير مسبوقة من جهة سوريي الجولان.