بيان المرصد بخصوص اقتحام الأراضي الزراعيّة الخاصّة لسوريّي الجولان، تحت حماية شرطة الاحتلال والوحدات الخاصّة

منذ ساعات الصباح الباكر، دخل مبعوثو شركة "إنرجكس" إلى الأراضي الزراعية التابعة لسكّان الجولان، بمرافقة وحماية أعداد كبيرة من قوّات شرطة الاحتلال ووحدات القوّات الخاصّة التي سارعت إلى إغلاق الطرقات المؤدّية إلى أراضي ما يقرب من ألف مزارع سوريّ، حتى تُتيح للشركة مباشرة أعمالها في التجهيز للبدء بتنفيذ مشروع توربينات الرياح، والذي يلقى معارضة غير مسبوقة من جهة سوريي الجولان. محامي المرصد، كرامة أبوصالح، توجه الى المنطقة وأجرى استيضاحا مع قائد القوات المتواجدة في المكان، والذي أفاد بدوره، بأن الشرطة تدرك أن البدء بتنفيذ المشروع مشروط بالحصول على موافقات أصحاب الأراضي، وأن معظم أصحاب الأراضي لا يوافقون على إقامة التوربينات على أراضيهم. وأضاف أنّ الشركة المنفّذة طلبت البدء بإجراء اختبارات استباقية، لبُنية التربة، في أربع قطع من الأراضي فقط، والتي لم يتراجع مالكوها عن اتفاقيّاتهم مع الشركة. لهذا الغرض قرّرت شرطة الاحتلال إغلاق الطرق المؤدّية للأراضي الزراعية، لنحو ألف مزارع في تلك النواحي، وعدم السماح لأي شخص بالاقتراب من المكان. المئات من أبناء الجولان، وفي مقدمتهم الشيوخ، تجمعوا في المكان للاحتجاج على هذه الممارسات وللتأكيد مجددا، أنّ الاعتراض على هذا المشروع التدميري ما زال يشكل إجماعا كاسحا عند سوريي الجولان.

في هذه الأثناء، وفي تصريح مشترك لوسائل الإعلام، عن المرصد وجمعية حقوق المواطن في إسرائيل، قال المحامي عوديد فيللر، أنّ هذا التنمُّر والسلوك العنصريّ من قبل الشرطة غير قانونيّ، ودعا إلى الانسحاب الفوريّ للقوّات التي تغلق الطرقات الزراعيّة، والسماح للمزارعين بالوصول الى أراضيهم.

من خلال الشهادات والمواد التي أُتيح لنا الاطّلاع عليها حتى الآن، فإنّ قيام شرطة الاحتلال بتأمين الغطاء للشركة، بحُجَّة فحص التربة في أربع قطع من الأراضي، وبدون إبراز أمر قضائيّ بذلك، ومنع عشرات المزارعين من الوصول لأراضيهم الذي قد يمتد لعدة أيام، فيما يشبه العقاب الجماعي، واستخدام الكاميرات المحمّلة على طائرات مسيّرة عن بعد، هو انتهاك صارخ لحقوق سكّان الجولان، وترهيب مُمنهج من خلال استقدام المئات من أفراد الشرطة ووحدات القوات الخاصّة، واستعراض القوّة، ووضعهم قُبالة السكّان المدنيّين الذين يمارسون حقّهم بالاعتراض السلمي على مشاريع الاحتلال.

يجدر التذّكير هنا، أنّ مشروع توربينات الرياح المُزمع إقامته على الأراضي الخاصّة بالمزارعين السوريّين سيمتدُّ على مساحة خُمْس الأراضي الزراعيّة المتبقيّة بحوزة السكّان الأصليّين، والتي تشكُّل الرئة الخضراء الأخيرة بين القرى العربيّة، وسوف يؤدّي للقضاء على الزراعة التقليديّة، وإضعاف السياحة الزراعيّة وتشويه المشهد الطبيعيّ في الجولان. وإلى جانب عدم شرعيّة استغلال الموارد الطبيعيّة لمنطقة محتلَّة بالقوّة، فقد أشارت التقديرات العلميّة، لأخصائيّين إسرائيليّين في مجالات الصوتيّات والصحّة والبيئة والزراعة، إلى حجم الأضرار البيئيّة والصحيّة المنظورة. يُضاف إلى كل ما سبق مفاقمة الأزمة العمرانيّة لثلاثة من القرى، لا سيّما بعد مصادرة سلطات الاحتلال لما يزيد عن ثمانين ألف دونم، تمتدُّ من شمال مجدل شمس وحتى قرية عين قنية، عبر مشروع "محميّة حرمون"، ورفض توسيع الخارطة الهيكليّة مؤخراً، والذي كان من شأنه أن يخفِّف من حدّة الأزمة العمرانيّة في مجدل شمس.

مقالات ذات صلة


وصل وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو، يرافقه وزير خارجية دولة الاحتلال الإسرائيلي يوم أمس 19/11/2020، بطائرة مروحية إلى الجولان المحتل، بعد إتمام زيارة لمستوطنة "بساغوات" المقامة على جبل الطويل شرق مدينة رام الله. وقد أكد بومبيو، مجدداً، أثناء  تواجده في الجولان، على موقف الإدارة الأمريكية بشأن الاعتراف بسيادة دولة الاحتلال على الجولان المحتل، إذ أعلن أن الجولان ".. جزء من إسرائيل، وأنه من حق إسرائيل الدفاع عن سيادتها
تنتهز شركة الطاقة الإسرائيليّة، ’إنرجكس’، حالة الإغلاق العامّ؛ الناجم عن "كوڤيد – 19" في الجولان السوريّ المحتلّ ("الجولان") لتطوير المواقع التي تستهدفها بمشروعها، ذي العواقب المدمّرة، لإنشاء مزرعة لطوربينات الرياح؛ حيث يقوم ممثّلو الشركة، تحت حماية الشرطة الإسرائيليّة، بتفقُّد منطقة المشروع لترسيم المواقع ووضع اللافتات.
عُقِدت صبيحة الأربعاء؛ الثاني عشر من الشهر الجاري، 12.02.2020، في محكمة الصُلح بالناصرة، الجلسة الأولى للبتِّ في الشكوى القضائيّة المرفوعة من قبل شركة "إنرجكس"، بدعوى إقدام المرصد على التشهير بالشركة، وانتهاك "قانون منع الإضرار بدولة إسرائيل من خلال المقاطعة لعام 2011".  تستند "انرجكس" في إدعاءاتها إلى النسخة الإنكليزيّة من التقرير الذي أصدره المرصد، في 3 آذار/مارس 2019، بعنوان "في مهبِّ الريح: استغلال طاقة الرياح في الجولان المحتل.
كان من المفترض أن تتمّ اليوم، 04.12.2019، المصادقة على مشروع "تتال 47- توربينات الرياح في شمال الجولان"، خلال اجتماع المجلس الوزاريّ للإسكان، بعد أن رفعه وزير الماليّة على جدول أعمال الاجتماع، لإقراره بشكل مستعجل ونهائيّ. وتأتي هذه الخطوة بعدما تمّ تجاهل كل الاعتراضات القانونيّة - التي عرضها أهل الجولان أمام "اللّجنة القطريّة" في القدس- في مسعىً جديد لتمرير هذا المشروع، بأسرع ما يمكن، عبر الدوائر الحكوميّة، وحتى بدون استكمال الإجراءات القانونيّة الواجبة.
للمرّة الأولى، تعتمد لجنة الأمم المتّحدة المعنيّة بالحقوق الاقتصاديّة، الاجتماعيّة والثقافيّة "الّلجنة" - في معرض استعراضها لتقرير إسرائيل (السلطة القائمة بالاحتلال) الدوريّ الرابع؛ حول الحقوق الاقتصاديّة، الاجتماعيّة والثقافيّة - توصيات بخصوص انتهاكات حقوق السكّان السوريّين في الجولان السوريّ المحتلّ.